الكتاب الليبي بعد ثورة فبراير

Posted on Updated on

شهدت الحركة الثقافية الليبية تطورا كبيرا في مجال نشر الكتب والمطبوعات، وذلك على هامش الحرية الفكرية التي تحققت للأدباء والمفكرين ، كإحدى ثمرات الربيع العربي.
شملت قائمة الإصدارات الجديدة، عناوين تختلف في مسمياتها، وتتشابه في خطوطها العريضة التي أجمعت على مضامين تتعلق بتجربة الثورة، والسياسة، والتاريخ، والأدب الذي يستمد روافده من قيمة النضال على مدى عقود طويلة.

وبعد النجاح الذي حققه الكتاب الليبي، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومعرض الدار البيضاء، أخذ سوق الكتاب منحً مغايرا تميز بالإقبال الشعبي على اقتناء الكتب وريادة المكتبات، وتنظيم الأحداث الثقافية، وكان آخرها مهرجان الكتب المستعملة والذي يقام حاليا ببراح ميدان الشهداء بطرابلس، حيث تحول إلى تظاهرة ثقافية وفنية كبيرة، جذبت وسائل الإعلام الليبية والدولية، كحدث متميز يوجه الأنظار إلى ليبيا الجديدة بعيدا عن أجواء التصادم والسلاح.

من بين المعالم الثقافية، مكتبة الفرجاني، وهى من المكتبات العريقة افتتحت عام 1953، وتطور دورها من فضاء لبيع الكتب، إلى دار للنشر، وصدر عن المكتبة أول مجموعة قصصية ليبية بعنوان نفوس حائرة للكاتب الليبي عبد القادر أبوهروس عام 1957 كما نشرت أول المناهج المدرسية لليبيا بعد استقلالها، ودأبت في العقود المنصرمة على نشر الصحف والمجلات، وكتب المناهج، نائية عن أى نشاط فكرى، وخاصة بعد أقفل النظام السابق مكتبة دار الرواد (أول مكتبة ليبية) بتهمة نشر كتب مناوئة لسياسة الدولة.

السيد موسى شابوشى مسؤول مكتبة الفرجاني، وأحد ضحايا سجون الرأي فى النظام السابق

وأفاد السيد موسى شابوشي، مسؤول المكتبة، أن ثقافة القارئ الليبي قد تطورت بشكل كبير خلال الفترة التالية للثورة، فبعد عقود من العزوف عن القراءة، تنامت ثقافة الاطلاع، وأصبح هناك إقبال كبير على اقتناء الكتب، وخاصة تلك الممنوعة سابقا، والكتب التي تؤرخ لمرحلة الثورة، وكتب أدب السجون التي ابتدعها سجناء الرأي إثر الحملة التي نظمها النظام السابق والتي استهدفت الأدباء والمفكرين والكتَاب، وصرّح شابوشي بأنه من بين أولئك الذين قضوا مرحلة من حياتهم بين القضبان أسوة بالكتب التي كان يبيعها أو حتى يحتفظ بها بين ممتلكاته الشخصية.

أدب السجون يعد نمطا كتابيا جديدا، ساهم الأديب عمر الككلي بوضع بواكيره، من خلال كتابه سجنيات الذي نشرت نصوص منه عام 2008، وهو يعتبر مخطوطا سرديا يجمع مابين اللغة الشعرية والنثرية، و يؤرخ في أسلوب قصصي مميز حقبة من تاريخ ليبيا قضاها الكاتب بين القضبان.

كتاب سجنيّات، من بين الكتب التي صدرت مؤخرا عن مكتبة الفرجاني، بالإضافة إلى كتب أخرى في هذا الشأن بعضها صدر عن دور نشر أخرى، ولكنها تشترك في نفس المضمون، ومن بينها كتاب المحنة والملحمة للسجين السابق الأديب عبد الفتاح البشتى، والذي يستعرض في صفحاته تجربة موت صديقه عبد العزيز الغرابلي بداخل الزنزانة التي تضمهما معا، وعبّر عنها في مشهد إنساني راق أضاف إلى الكتاب بعدا إنسانيا وتاريخيا، كما تضمنت التجربة ديوان الشاعر السجين السابق محمد الشلطامى، بعنوان (قصائد الشلطامى) والذي تولت طباعته وزارة الثقافة كوفاء لذكرى الأديب المناضل.

Aisha Ebrahim

أضف تعليق